«تم إصدار هذا الكتاب في الفترة التي عُزل فيها البشر عن صخب الحياة، حين شلّ ڤيروس كورونا المستجد الاقتصاد، فتعرقلت الحركة التجارية، وتقاعدت الطائرات حتى إشعار آخر، اجتاح هذا الوباء المجتمعات، وحجر نحو أربعة مليارات إنسان في منازلهم، عندها استيقظت البشرية لتواجه أزمة القرن الحادي والعشرين، فلم يجد الناس أمامهم خيارات كثيرة، بل لم يبقَ لهم إلّا نافذة واحدة للتنفس، وهي نافذة «التواصل والحوار».كان علينا تقبّل الأمر، والتكييف مع الوضع، ولكن حقيقةً تعايش الأغلبية في دوامة صراع، لا يعرف أحد منهم كيف يستعين بذلك الجزء المتاح، باختصار بات البعض يخفق في لغة التواصل، أو في خَلق التحاور، فأصبحوا ينعتون بعضهم بعضًا بالشخصيات الصعبة في علاقاتهم الاجتماعية والمِهْنيّة.. لقد أثّر كلّ ذلك على أسلوب التعامل بين الناس، ليكتشفوا شخصيات جديدة في سماتها وأنماطها، وقديمة في قوالبها.. شخصيات لم يلاحظوا صعوبة التعامل معها إلّا بعد أن اختلفت ظروف الحياة. بالنسبة لي.. هذه الجائحة ألهمتني بأن أهم ما يمكن التحدث عنه هو «أنفسنا» وإدراك شخصياتنا، فبقدر نجاحك وانجازاتك في الحياة، أنت بحاجة لفهم ذاتك لتستمر، بل أنت مضطر لتفهم تكوينات شخصيتك لتتمكن من التواصل مع العالم الخارجي».
There are no reviews yet.