¬¬ أي مستقبل ينتظرُ العرب؟ كان هذا التساؤل الهاجس المحفِّز الذي أثمر هذه الانتفاضة الفكرية في صيغتها الحوارية مع عالم المستقبليات البروفسور المهدي المنجرة.
ولأن الهاجس كان البحث عن التغيير وسُبُله، فقد قمتُ بتصميم تساؤلات تفتح بوابات قلقة بخصوص الغد، فانبعثت انتفاضات حوارية وحوارات منتفضة أسَّسنا لها فكرياً، إذ لم أتردد في طرح أسئلتي القلقة كما لم يبخل البروفسور المنجرة في ردوده بعلمه وقلقه المستقبلي أيضاً.
محاوراتنا جعلت البروفيسورالمنجرة يُجمِل الأوضاع في العالم العربي في مفهوم مبتكر واحد: “الذلّقراطية”. فالانتفاضات هي ثورة على الذلِّ والإهانة واحتقار السُّلط الحاكمة لشعوبها التي منذ حصولها على استقلالها، وهي تطالب من حكوماتها “الوطنية” أو من “مستعمرها الوطني” بالعدالة والكرامة والمساواة والحرية، ولم يكن ردّ الأنظمة المتسلِّطة الحاكمة سوى المزيد من القهر والتجويع والتجهيل، لذا فالانتفاضات – كما يقول البروفسور المنجرة – “لم تأتِ من فراغ ولا من عدم، لم تأتِ من انقلاب ولا من تآمر. هي أتت من صيرورة تاريخية لا آنية فيها ولا ارتجال. هي أتت من اختمار ماضٍ مُرّ ومتردي، من حاضر ملؤه اليأس ومن أمل في المستقبل يتغيّا البديل الجذري لا الترقيع المرحلي المجحف أو الحلول الوسيطة المهادنة”.
Abdellatif Amirou –
لا رأي